كلمة رئيس القسم

يعد تخصص الهندسة الكيميائية فى عالمنا المعاصر من أهم التخصصات العلمية والتطبيقية التى تدفع الى نمو الاقتصاد المبنى على المعرفة ، ذلك أن التطور التكنولوجى فى الكثير من مجالات الحياة أصبح بالكاد لا يخلو من الاعتماد على ما يساهم به تخصص الهندسة الكيميائية فى إرساء بصمة متميزة تحقق القيمة المضافة. ومع مطلع القرن الحادى والعشرون لوحظ التقدم الهائل فى المخرجات التطبيقية للهندسة الكيميائية  وما أحدثته من ثورة ملحوظة.
ومنذ أن تأسس هذا التخصص فى بدايات عام 1908 بهدف ربط العلوم الأساسية بالهندسة التطبيقية فإن ارتباط هذا العلم بتطور المعرفة قد رافق الانسان منذ نشأته وارتقت معه إلى أن أصبح اليوم متطلبا أساسيا لكافة المجتمعات ، ومن هنا أتى حرص جامعة جازان فى طور التأسيس أن يكون قسم الهندسة الكيميائية أحد الأقسام الرئيسية المكونه لهيكلة العملية التعليمية بكلية الهندسة ويأتى هذا القرار لمسايرة التطور الصناعى الملحوظ بمنطقة جازان على وجه الخصوص والمملكة العربية السعودية بصفة عامة وذلك لتلبية متطلبات سوق العمل واحتياجاته.
ويعتمد تخصص المهندس الكيميائى اعتمادا وثيقا على التقنيات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات وارتباطها بمجالات الهندسة الكيميائية. وكذلك خلق المهارات المكتسبة من خلال الممارسة العملية للتخصص أثناء التدريب الميدانى للطلاب وإتمام مشروع التخرج . ولقد تم وضع الخطة الدراسية للقسم لتلائم متطلبات سوق العمل بالمنطقة ومدى احتياج البيئة المحيطة لهذا التخصص. ولما كانت المملكة العربية السعودية من أكبر الدول انتاجا للنفط ومشتقاته فقد أصبح تخصص المهندس الكيميائيى من أولى متطلبات صناعة البترول والبتروكيماويات.
ويمثل المهندس الكيميائي عصبا قويا لصناعات متعددة كالصناعات الغذائية والصيدلية والمعدنية والكيميائية والحيوية ومعالجة المياه وتحليتها وصناعات البلاستيك والورق والنسيج بالاضافه الى الخدمات التى يستطيع المهندس الكيميائى ان يقدمها للبيئة من خلال دراسات تقييم الأثر البيئى ومعالجة مخلفات المصانع وإيجاد الحلول العلمية لمشكلات الصناعة ، وعليه كان بناء المهندس الكيميائي من خلال دراسته ضرورى  ليكون قادرا على تصميم وتطوير العمليات الصناعية وإدارة المصانع التى تعتمد على التفاعلات الكيميائية. وعلى منحى آخر فإن دراسة علوم المواد المتطورة والطاقات الجديدة والمتجددة وعلوم تقنية النانو والوقود الحيوى ومجالات الهندسة الطبية والنووية وغيرها قد أعطى للمهندس الكيميائي زخما عريضا للمشاركة فى تطوير الكثير من تقنيات وأدوات العصر.
و بناء على ما تقدم فإن إعداد الطالب بقسم الهندسة الكيميائية بجامعة جازان يعتمد فى المقام الأول على توجيه الطالب وصقل قدراته على مدى خمس سنوات من الدراسة المتواصلة لكى يصبح عنصر فعال لديه من المهارات التقنية ما يؤهله لممارسة العمل الهندسى بكفاءة لكى يستفيد منه المجتمع ويتحقق به الهدف المنشود لرفعة شأن المملكة العربية السعودية.
الدكتور ناصر ابراهيم زولى
رئيس قسم الهندسة الكيميائية

التقييم